فصل: (سورة سبأ: الآيات 51- 54):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة سبأ: آية 48]:

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48)}.

.الإعراب:

{بالحقّ} متعلّق ب {يقذف} والباء سببيّة، {علّام} خبر ثان مرفوع.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ ربّي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يقذف} في محلّ رفع خبر إنّ.

.[سورة سبأ: آية 49]:

{قُلْ جاء الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (49)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة- أو اعتراضيّة- والثانية عاطفة ما نافية في الموضعين، وفاعل {يعيد} يعود على الباطل.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جاء الحقّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما يبدئ الباطل} في محلّ نصب معطوفة على جملة جاء الحقّ.
وجملة: {ما يعيد} معطوفة على جملة ما يبدئ، تأخذ إعرابها.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ}.
أي ذهب واضمحل، بحيث لم يبق له أثر، مأخوذ من هلاك الحي، وأنه إذا هلك لم يبق له إبداء- أي فعل ابتداء- ولا إعادة- أي فعله ثانيا- كما يقال: لا يأكل ولا يشرب، أي ميت. فالكلام كناية عما ذكر، أو مجاز متفرع على الكناية.

.[سورة سبأ: آية 50]:

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}.

.الإعراب:

{ضللت} في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط {إنّما} كافّة ومكفوفة {على نفسي} متعلّق ب {أضلّ} {اهتديت} مثل ضللت الفاء رابطة لجواب الشرط ما حرف مصدريّ {إليّ} متعلّق ب {يوحي}.
والمصدر المؤوّل ما يوحي في محلّ جرّ ب الباء متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره اهتدائي.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن ضللت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّما أضلّ} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن اهتديت} في محلّ نصب معطوفة على جملة ضللت.
وجملة: {يوحي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: يوحي ربّي اهتدائي في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّه سميع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-

.[سورة سبأ: الآيات 51- 54]:

{وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة لو حرف شرط غير جازم إذ ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب {ترى} ومفعول ترى محذوف تقديره حالهم الفاء تعليليّة لا نافية للجنس {فوت} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب، والخبر محذوف أي لا فوت لهم الواو عاطفة {من مكان} متعلّق ب {أخذوا}.
جملة: {ترى} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيم.
وجملة: {فزعوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: لا فوت لهم.. لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {أخذوا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعوا.
(52) {به} متعلّق ب {آمنّا} الواو اعتراضيّة {أنّى} اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفية- وفيه معنى كيف- متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ التناوش {لهم} متعلّق بحال من التناوش، والعامل فيها الاستقرار.
وجملة: {قالوا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعو.
وجملة: {آمنّا به} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنّى لهم التناوش} لا محلّ لها اعتراضيّة.
244
(53) الواو حاليّة قد حرف تحقيق {به} متعلّق ب {كفروا} {قبل} اسم ظرفيّ مبنيّ على الضّمّ في محلّ جرّ متعلّق ب {كفروا} الواو عاطفة {بالغيب} متعلّق ب {يقذفون} بتضمينه معنى يرجمون أو يرمون {من مكان} متعلّق ب {يقذفون}.
وجملة: {كفروا} في محلّ نصب حال من الضمير في {به} أو من الفاعل في {قالوا}.
وجملة: {يقذفون} في محلّ نصب معطوفة على جملة كفرو.
(54) الواو عاطفة في الموضعين، ونائب الفاعل لفعل {حيل} ضمير مستتر يعود على مصدر الفعل أي حيل الحول {بينهم} ظرف منصوب متعلّق ب {حيل} {بين} الثاني معطوف على الأول ما اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، ما الثاني كذلك {بأشياعهم} متعلّق ب {فعل} {كما} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله حيل أي حيل حولا كالذي فعلناه بأشياعهم {من قبل} مثل الأول، متعلّق بنعت لأشياعهم، {في شكّ} متعلّق بخبر كانوا.
وجملة: {حيل بينهم} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فزعو.
وجملة: {يشتهون} لا محلّ لها صلة الموصول ما الأول.
وجملة: {فعل} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.
وجملة: {إنّهم كانوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كانوا في شكّ} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{فوت} مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء.
(52) التناوش: مصدر قياسيّ للخماسيّ تناوش، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.. معناه التناول والتطاعن بالرماح وغيرهما.. وقيل بمعنى الرجعة أو التوبة.
(54) حيل: فيه إعلال بالقلب أصله حول بضمّ الحاء وكسر الواو- الألف في حال أصلها واو- ثمّ نقلت حركة الواو إلى الحرف قبلها لثقلها على الواو- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
{أشياعهم} جمع شيع زنة فعل بكسر ففتح، وشيع جمع شيع.
انظر الآية (65) من سورة الأنعام ووزن أشياع أفعال.

.البلاغة:

التمثيل: في قوله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ}.
والمراد تمثيل حالهم، في الاستخلاص بالايمان، بعد ما فات عنهم وبعد، بحال من يريد أن يتناول الشيء، بعد أن بعد عنه وفات، في الاستحالة.

.الفوائد:

أوجه مخالفة لا النافية للجنس ل إنّ:
تخالف لا النافية للجنس إن في سبعة أوجه هي:
1- لا تعمل لا إلا في النكرات، مثل لا كاذب محبوب، بخلاف إن.
2- يكون اسمها مبنيا، إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف، كقوله تعالى: {يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ}.
3- أن ارتفاع خبرها عند إفراد اسمها نحو: لا رجل قائم بما كان مرفوعا به قبل دخولها، لا بها. وهذا القول لسيبويه وخالفه الأخفش والأكثرون، ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعه بها إذا كان اسما عاملا.
4- أن خبرها لا يتقدم على اسمها قبل مضي الخبر وبعده.
5- أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها، قبل مضي الخبر وبعده، فيجوز رفع النعت والمعطوف عليه، نحو لا رجل ظريف فيها ولا رجل وامرأة فيها.
6- يجوز إلغاؤها إذا تكررت، نحو لا حول ولا قوة إلا باللّه. ولك فتح الاسمين ورفعهما والمخالفة بينهما.
7- أنه يكثر حذف خبرها، كما في الآية التي نحن بصددها {وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} أي فلا فوت لهم، وكذلك قوله تعالى {قالُوا لا ضَيْرَ} أي لا ضير علينا، وتميم لا تذكر الخبر حينئذ. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(34) سورة سبأ مكيّة وآياتها أربع وخمسون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة سبأ: الآيات 1- 6]:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}.

.اللغة:

{يَعْزُبُ} في المصباح: وعزب الشيء من بابي قتل وضرب غاب وخفي وفي الأساس: يقال: عزب عنه حلمه وأعزب حلمه كقولك أضل بعيره وأعزب اللّه عقلك وروض عازب وعزيب ومال عزب وجشر ولا يكون الكلأ العازب إلا بفلاة حيث لا زرع، وفلان معزاب ومعزابة لمن عزب بإبله، ويقال عزب ظهر المرأة إذا أغابت، ومن المستعار قول النابغة:
وصدر أراح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب.
ولك أن تقول امرأة عزبة والمعزابة الذي طالت عزوبته وتمادت ويقال ليس لفلان امرأة تعذبه أي تذهب بعزوبته وفي القاموس:
العزب محركة من لا أهل له كالمعزابة والعزيب ولا تقل أعزب أو قليل جمعه أعزاب وهي عزبة وعزب والاسم العزبة والعزوبة بضمتين والفعل كنصر وتعزّب ترك النكاح والعزوب الغيبة يعزب ويعزب والذهاب ومن غريب أمر العين والزاي أنهما إذا كانتا فاء وعينا للكلمة دلت على معنى الذهاب والبعد والانفراد والغلبة وفي الحديث: «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزّب» أي أبعد العهد بأوله. وعز الرجل صار عزيزا أي أبعد عن غيره بصفاته حتى سما عليهم وعز الشيء قلّ فكاد لا يوجد وعز عليّ أن أسوءك أي اشتد وغلب وتقول للرجل: أتحبني؟ فيقول لعزّما ولشدّما واستعزّ به المرض أي غلب واشتد. وتعزز لحم الناقة اشتد وصلب {فعززنا بثالث} أي قوينا وعزّز بهم أي شدد عليهم ولم يرخّص ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه: أن قوما اشتركوا في صيد فقالوا له: أعلى كلّ واحد منا جزاء أم جزاء واحد؟ فقال: إنه لمعزّز بكم إذن بل عليكم جزاء واحد. وعزف عن الشيء عافه وزهد فيه والعزف صوت الرياح وصوت الدف تقول: فلان ألهاه ضرب المعازف عن ضروب المعازف، وسلكت مفازة فيها للجن عزيف. وعزله يعزله من باب ضرب عن كذا نحاه عنه وعزل فلانا عن منصبه: نحاه عنه وصرفه وتقول: مالي أراك في معزل عن أصحابك؟ وأنا بمعزل عن هذا الأمر واعتزلت الباطل وتعزلته قال الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل ** حذر العدا وبه الفؤاد موكل

وأعوذ باللّه من الأعزل على الأعزل أي من الرجل الذي لا سلاح معه على الفرس المعوج العسيب فهو يميل ذنبه إلى شق قال امرؤ القيس:
ضليع إذا استدبرته سدّ فرجه ** بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

واعتزم الفرس في عنانه إذا مرّ جامحا لا ينثني، قال:
سبوح إذا اعتزمت في العنان ** مروح ململمة كالحجر

وعزمت على الأمر واعتزمت عليه ولا يكون ذلك إلا عن شدة وغلبة وهو عزهاة عن اللهو والنساء إذا لم يردهنّ وابتعد عنهنّ، قال:
إذا كنت عزهاة عن اللهو والصبا ** فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

وعزا الشيء أو فلانا إلى فلان نسبه ورفعه إليه، وإن فلانا ليعزى إلى الخير ويعتزي اليه وهذا الحديث يعزى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ورأيتهم حوله عزين أي جماعات. وهذا من أسرار لغتنا الشريفة.
{رِجْزٍ} بكسر الراء وضمها العذاب أو سيئه والإثم والذنب والقذر.